الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 07:01 م
كان من ضمن المساجين معنا في السجن المركزي بصنعاء شخص اسمه (عيسى) من أبناء محافظة المهرة، وذات يوم سألته عن سبب سجنه وكم قد قضى بالسجن، فقال لي متنهدا بتوجع وقهر، لقد امضيت حتى اليوم اربعة اشهر وعشرين يوما، والسبب في سجني هو أن قيادات وضباط في المنطقة العسكرية بمحور المهرة، كانوا يملؤون الونيتات (السيارات) بمختلف أنوع المهربات من المخدرات واصناف الكحول ومن الاسماك المجففة واسلحة خفيفة وغيرها، ويحكموا علينا نحن أبناء المهرة، بقيادة هذه السيارات وتهريبها عبر الطرق البرية الصحراوية إلى حدود السعودية، وهناك يكون بانتظارنا اشخاص يستلمون منا البضاعة بصورة سرية ويحذرونا من عدم معرفة ما بداخل السيارة، في حالة وقعنا في قبضة حراس الحدود السعوديين، وذات يوم وقعت في الاسر وتم القبض علي بعدها تم تسليمي لأجهزة الأمن اليمني باعتباري مجرم متورط في تهريب المحرمات والممنوعات، وهذه الأساليب كانت تمارسها القيادات العسكرية في الجيش اليمني المرابط بمحافظة المهرة، وندفع نحن أبناء المهرة ثمن جرائمهم غير المشروعة؟؟
وعلى الرغم أننا قد وضعنا اسمه حينذاك ضمن أسماء المعتقلين سياسيا في الحراك السلمي الجنوبي، إلا أنني وزملائي لا نعرف ما هو مصير صديقنا وزميلنا الخلوق (عيسى المهري).
ومع ذلك نتمنى من الله أن يكون قد تم اطلاق سراحه، وما زلت يا عيسى في صحة وعافية بعد مرور 16 عاما.