مقالات


السبت - 20 ديسمبر 2025 - الساعة 03:52 م

الكاتب: صالح حقروص - ارشيف الكاتب




آخر من يحق له الحديث عن العمالة لإسرائيل وأمريكا هم الزيود.

ففي عام 1994 هرعوا إلى إسرائيل وأمريكا لمنع استقلال واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن، وقدموا كل التنازلات المهينة، ووقّعوا على كل ما طُلب منهم دون قيد أو شرط في مقابل السماح لهم باحتلال الجنوب والتنكيل بشعبه ونهب ثرواته.

قبلوا أن يكونوا الورقة القذرة التي تستخدمها الولايات المتحدة واسرائيل للضغط على المملكة العربية السعودية من أجل جرّها إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ورضوا أن يكونوا الأداة التي خُنقت بها مصر خدمةً لإسرائيل، وضُرب بها أمن قناة السويس، أحد أهم شرايين الملاحة العالمية ناهيك عن أنهم كانوا من بين الاسباب التي ساهمت في تمكين اسرائيل من هزيمة مصر في حرب 1967م .

ثم جرى توظيفهم عبر إيران كأداة روسية في الحرب الخفية بين الشرق والغرب، لتعطيل تصدير الغاز الطبيعي، وإيقاف مشروع بلحاف، وضرب مصالح المنطقة بالكامل.

ومع كل هذا التاريخ الأسود، يخرجون اليوم ليتحدثوا عن العمالة، ويتهمون غيرهم بها، وكأن الخيانة حكر على الآخرين وليست جزءًا أصيلًا من سلوكهم.

لهذا، فإن آخر من يحق له المزايدة أو تخوين الناس هم الزيود، لكن من اعتاد الارتهان للخارج لا يرى في الآخرين إلا نسخة من نفسه.