السبت - 20 ديسمبر 2025 - الساعة 04:39 م
تساءلت ماذا نفعل على ظهر الارض؟ علما بأن البقعه التي نقف عليها لاتكاد ترى قياسا على حجم الكره الارضيه ولكن إذا قسنا حجم الكره الارضيه نفسها على سبيل القياس إلى حجم الكواكب الأخرى في مجرتنا درب التبانه سنرى حجم كوكب الارض متواضعا جدا بينما إذا قسنا حجم كوكب الارض قياسا على المجرات الأخرى في عالمنا فإننا اصبحنا فعلا نكاد لانرى بالعين المجرده ولكن الله تبارك وتعالى بفضله يرانا و يسمع دعائنا ومطلع على أحوالنا ويرى تقلبنا بين الساجدين، ، تساءلت هل نحن ندرك من نكون؟ فنحن لسنا سوى عبيد لله الواحد الاحد ، عبيد متكبرون متعجرفون نجاهر الله تبارك وتعالى بالمعصيه في الوقت الذي أمرنا الله تبارك وتعالى بالفضيله و نمارس الظلم ونقهر بعضنا البعض في الوقت الذي أمرنا الله تبارك وتعالى بالقسط والمثير أن يعلا بعضنا على بعض أما بفضل حظه من المناصب أو بعودة نسبه الى احد القبائل القويه رغم أن نسينا جميعا يعود إلى ابونا ادم عليه السلام وادم يعود أصله من التراب .
، البعض من البشر تمادى واصبح يجاهر الله تبارك وتعالى علنا بالكفر والشرك رغم أن الله أمرنا جميعا بعبادته وحده لا شريك له ، لاندري هل لهولاء عقول يعقلون بها ؟ الا يعتقد هولاء أن الله تبارك وتعالى مطلع على أعمالهم؟ الا يدرك هولاء حجم الكره الارضيه الذي نعيش عليها وسط هذا الكون فهي مثل حبة من الحصى وسط بحر لجي بينما نحن ملانا هذه الكره ظلما وفساد وسفكا للدماء .
تساءلت لماذا ينظر الله تبارك وتعالى إلى قلوبنا ؟ لماذا الله تبارك وتعالى اختص القلب دون غيره بالنظر؟ هذا السوال اثار الفضول لديه فبعض البشر يعيش وهو يتمتع ببدن فارع بينما البعض الآخر من البشر يعاني من البدانه أو هو قريب جدا من البدانه رغم انفاقنا الغالي والنفيس على العنايه بهذا البدن من طعام وشراب ولباس ولكن ليس لهذا البدن اي قيمه تذكر عند الله.
البدن هو كل ما يظهر أمام الناس من سلوك وعيادات وهو انعكاس كلي أو جزئي لما في القلب فقد تجد من الناس من يلبس القميص الابيض ويطلق اللحى وتظهر عليه علامات الوقار بينما نراه يكذب أو يغش أو قد نجد من الناس من يسابق الخطى لإدراك الصفوف الأولى في الصلاة بينما نرى يديه قد انغمست وتلطخت بالمال الحرام ، ﴿ يَقولونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم ﴾ [الفتح: ١١]
لذلك ينظر الله تبارك وتعالى إلى القلب لأن القلب يمثل حقيقة الانسان الذي عليه كما جاء في قوله تعالى ﴿لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنينَ إِذ يُبايِعونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما في قُلوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِم وَأَثابَهُم فَتحًا قَريبًا﴾ [الفتح: ١٨] يقول سيدنا النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»؛ .
القلب يمثل حقيقتنا فمن منا لم يرتكب الدنوب أو معصوم من ارتكاب المعاصي إلا أن الله تبارك وتعالى قد ستر دنوبنا في الدنيا ليحاسبنا عليها في الاخره ولكن من رحمته تبارك وتعالى أن ترك لنا باب التوبة مفتوح على مصراعيه طالما وان الشمس لم تشرق من مغربها لمن اراد أن يتوب او يستغفر بل إن الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده ، لذلك يجب أن يستوعب الإنسان كيف ماكان عليه قلبه وماظهر أو خفي من سريرته بأن يوما ما سيغادر هذه الدنيا وزينتها ليقف أمام من لايغفل ولا ينام عاريا وحيدا من بعد العز الوهمي لايمنلك من ذاك العز الوهمي شيئا و هو خائف يرمي ببصره هنا وهناك يبحث عن من يتصدق عليه يحسنه واحده فالله تبارك وتعالى في ذاك اليوم لن يقبل أحد سوى من وافق نص هذه الايه ﴿إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾ [الشعراء: ٨٩]وكفى بالله حسيبا
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد