‏اهتمام كبير للرئيس الزُبيدي باسر الشهداء حفظه الله اهتماماً ملحوظاً بأسر الشهداء في عموم مناطق الجنوب

انفوجرافيك يوضّح أبرز أعمال تأهيل وتأثيث وتشغيل مستشفى الشهيد الدفيعة ببيحان وأبرز الأجهزة التي قامت بتوفيرها #مؤسسة_خليفة_بن_زايد_للأعمال_الإنسانية

انفوجراف الموجز الأسبوعي لأنشطة وفعاليات السلطة المحلية بمحافظة شبوة، من 1 ألى 4 مايو 2023م.





مقالات


السبت - 25 يونيو 2022 - الساعة 08:48 م

الكاتب: سيلان محمد حنش - ارشيف الكاتب


كان الشهيد بإذن الله محمد صالح الضبع روحا" طيبة تزداد طهارة يوما" بعد يوم رغم صغر سنه لكنه كان بمثابة الشاب الذي يتحدث مع الجميع بدون استثناء بمجرد تقابله يكسر كل حاجز.

كانت لي مع الشهيد لحضات أعتبرها قاموسا" أعتز بأنني أكتب عنه ولم أتوقع أنني سأكتب عنه ويرحل مبكرا" .

كانت تلك اللحضات بأنك تعيش أيام قريبة جدا ويزداد الود والتقدير بينكما وفي غفلة من الزمن يقترب الأجل وانتما لاتدريان ماذا سيحدث. كل يوم أجد الشهيد صباحا" كنت أحس بأن هذا الشاب له ميزات تميزه تماما " عن جميع أقرانه يفتح لك آفاق من التفاؤل بحياة جديدة يسودها العدل والأمان ويحلم بوطن مستقرا" لايوجد فيه نزيف دماء ويسوده السلام .

كل صباح عندما أجده في طريقي أحب الحديث معه الحديث الذي كان يحمل فيه كل تقدير وود وأحترام متبادل بيننا . حديثا" يختلط بالجد والمزح أحب فيه روحه المرحة ونفسه الكبيرة التي تتسع للجميع.

رغم صغر سنه إلا إنه كان يعتبر أخا" لكل صغير وكبير . لايعرف الحقد والحسد لايعرف التملق ولايعرف الغيبة والنميمة ولا تجد فيه إلا روحا" طيبة تحب الجميع ويحبها الجميع .

قبل أن يستشهد بثلاثة أيام كان لي حديث معه عبر الواتس آب قبل أن ينتهي يوم 18 . يونيو . 2022م بساعة واحدة. لم أتوقع أن يكون هذا التواصل أخر عهد لي . ولم أتوقع عندما تحدث معي في تلك الليلة أنه يودعني الوداع الأخير . شعرت بعد إغلاق المحادثة بأن شيئا" ما بداخلي يهزني ويريدني أن لا أنام بالرغم على سيطرة سلطان النوم علي في ذلك الوقت المتأخر من الليل. ولم أتمكن من مقاومة النعاس واستسلمت للنوم حينها وكانت محادثة الشهيد أخر محادثة لي في تلك الليلة.

مرت 3 أيام من عمر محادثة الوداع الأخير وفي فجر يوم الأربعاء الموافق 22. يونيو . 2022م أستيقظت لصلاة الفجر وبعدها فتحت الجوال للإطلاع كنت أطالع في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الواتس آب لمجريات الأخبار ولكثرة قروبات الواتس آب التي مشترك فيها نزل علي كالصاعقة خبر استشهاد مجموعة جنود من قوات دفاع شبوة في نقطة محطة بن عامر عتق وإذا بأسماء الشهداء تأتي ومن ظمنهم محمد صالح الضبع لا اخفيكم أنني لم أستوعب الصدمة وحاولت أن أغالط نفسي واحدثها بأن محمد لم يصب بأي أذى حاولت ثم حاولت لكن توالت الأخبار التي تؤكد ذلك . حينها حبست الدموع في عيني وبداء الوجع طريقه إلى قلبي وأحسست أنني لم أودعه الوداع الذي يستحقه.
تواريت قليلا" في فجر ذلك اليوم وبكيت لعل البكاء ينفع نفسا" تشتاق لشخص أصر قبل أن يرحل على توديعك . ولكنني أقول له نم قرير العين وسيكون دمك أنت ورفاقك الأبطال كابوسا" يزلزل عرش قاتليكم ولن تذهب دماؤكم هدرا" وعند الله تجتمع الخصوم.

كانت جنازته والحضور فيها خير دليل على مكانته في قلب كل من عرفه ومن لم يعرفه.

رحم الله محمد ورفاقه الأبطال وأسكنهم فسيح جنات النعيم.
اليوم .