عقد مدير عام مديرية حبيل جبر الأستاذ فكري محمد صالح لقاءً مهماً في مكتبه مع فريق منظمة الإغاثة الإسلامية، حيث رحب بالفريق وشدد على أهمية التعاون في مواجهة التحديات التي تعاني منها المديرية. وقد حضر هذا اللقاء أيضاً مدير أمن مديرية حبيل جبر عبدالحافظ الزوقري، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الاجتماعية والصحية.
في بداية اللقاء، استعرض المدير العام الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية الصعبة التي تمر بها المديرية، مشيراً إلى الصدمات الناتجة عن الحروب والتي أدت إلى تفشي الفقر بين أوساط المجتمع. وصف الوضع الاقتصادي بأنه "كارثي"، لافتًا أن غالبية السكان يعتمدون على الزراعة ورعي الأغنام والأعمال الحرة مثل نقاش الأحجار، وهو ما زاد من معاناتهم بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والبذور، مما أثر سلبًا على مستوى دخل الأسر.
كما أعرب عن قلقه حيال تدهور الأوضاع الاجتماعية، حيث أدى الإجهاد الاقتصادي إلى تفكك داخل الأسر وترك العديد من الأطفال لمقاعد الدراسة للالتحاق بالمؤسسات العسكرية بحثًا عن لقمة العيش. وأشار إلى أن بعض الأسر تلجأ إلى الزواج المبكر للفتيات كوسيلة للتخفيف من حدة الفقر، في ظل تزايد الإفلاس بين التجار بسبب عدم قدرة المواطنين على تسديد الديون المتراكمة بسبب سحب المواد الغذائية.
وأكد المدير العام على ضرورة التدخل العاجل من قبل المنظمات الإقليمية والدولية للحفاظ على النسيج الاجتماعي في المديرية وتوفير الغذاء للأسر الأكثر فقراً. وأوضح أن هناك حاجة ماسة لتحسين الخدمات الصحية، إذ أن المستشفيات تفتقر إلى الأدوية الأساسية في ظل عدم توفر الدعم الكافي من وزارة الصحة والمنظمات، خاصة بعد تراجع الدعم بسبب جائحة كورونا.
وطالب بتوفير الدعم للعلاجات والدعم للكادر الصحي في المستشفيات والمراكز الصحية حتى يتمكنوا من تقديم الخدمات الضرورية للمرضى. كما ناقش تدهور مشروع المياه في المديرية، الذي كان يغذي ثلث السكان، حيث واجه المشروع مشاكل فنية بسبب عدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، مما تسبب في تدهور الشبكة وتهالكها.
دعا الاستاذ فكري إلى ربط الآبار بمنظومة الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل الشبكة، بالإضافة إلى صيانة المشروعات الأهلية وتوفير الطاقة الشمسية لها، وحفر آبار جديدة في القرى للمساهمة في وقف النزوح الداخلي والخارجي لسكان المديرية.
كما أكد على ضرورة توفير فرص العمل للشباب ودعمهم بالمشروعات الصغيرة ، داعياً إلى دعم النساء والشباب وتنظيمهم في إطار منظمات المجتمع المدني في المديرية. وأعرب عن استعداد السلطة المحلية لتقديم الدعم اللازم لتسهيل عمل المنظمة في جمع البيانات والتنفيذ لدعم الأمن الغذائي والصحة والمياه والزراعة.
و شهد النقاش تفاعلاً كبيراً من قبل فريق منظمة الإغاثة الإسلامية، حيث أبدوا استعدادهم للتعاون مع السلطة المحلية في مواجهة التحديات الحالية والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية في حبيل جبر، مع التأكيد على أهمية الشراكة بين المجتمعات المحلية والمنظمات الإنسانية في تحقيق الأهداف المشتركة.