الأربعاء - 29 ديسمبر 2021 - الساعة 05:02 م
ماذا حدث في عتق استهداف مطارها الجوي بمقذوف شديد الانفجار ،قناة العربية تتناول الحدث لحظة وقوعه .الحوثي يؤكد الواقعة .ولم تقتصر عملية بث لحظة الانفجار حصريا ،ولكنها كانت مذهلة اشد من الحادثة .دخول لطيران التحالف وبسرعة البرق على الخط .اشتعال شبكات التواصل بالتداولات والمعلومات وترسل سيول من مقذوفات اتهاماتها المتبادلة بين الاطراف المتصارعة على الالواح الضوئية بصورة تسهم في ابهات اهمية الحدث الجلل، وتقلل من مخاطره على امن المدينة وسكانها ،والقوات العسكرية القادمة للتو اليها .
يخيم الهدؤ على المدينة ولا حركة لاسعاف ولا مارة ثمة خوف نعم ،وثمة مؤامرة دبرت بليل ،ومن يتأمل المشهد سيدرك ماوراء الحدث وتسارعه الدراماتيكي وبلوغه الذروة في ثواني واخماده بمثلها .
وتذكرة حينها مشاهد ووقائع من حرب الخليج الثانية واطلاعي على عديد من الوثائق السرية الكاشفة لخفائها واسرارها ،وكيف تدار التغطيات الاعلامية لوقائعها الحربية المهولة ،وسرعة نقلها وفبركتها على الطريقة الهولودية الشهيرة .
كانت هناك ثلاثة الاف وستمائة كيمراء تتسابق على نقل الوقائع ،وكلها تخضع لعمليات مقص الرقيب، واعادة التحكم بها في اكبر مصنع تاريخي لصناعة الكذب الدقيق في امريكا وادخال الاكشن عليها بسرعة تفوق الخيال وعودتها للمراسلين لبثها وفقا ولرغبة الموجه للحرب ورسالتها النفسية والعسكرية .
ماجرى من تعاطي مذهل مع حادثة مطار عتق تذكرني بمارد مكنة الاعلام الموجة وخطورتها على تضييع حقائق الاحداث ،وعدم القدرة او الاستطاعة للوصول لها .
والحادثة التي ولدت الرعب بطبيعتها ستظهر فجوة غياب جهات الاختصاص وحضورهم في الوقت المناسب مما يضيع عليهم فرصة ثمينة للكشف او العثور على طرف الخيوط الاولية والاساسية في الحادثة ومعرفة نوعية المقذوف،وعجزهم حتى عن التفكير في تحريز مكان الواقعة ،وجمع ادلة استبيانها الجنائي وقرائنها،وهل هناك ارتباط بينها وبين حالة اطلاق الالعاب النارية القوية في امكان معينة من المدينة وصمتها مع وقوع الانفجار ؟
الواقعة مفاجئة ومخيفة جدا، وتبعث على الحيرة والتأمل في طرائق التعامل الاعلامي المباغت معها .
ولا تنتظر من الجاني ايا كان انصاف الضحية .
