في إطار اهتمام قيادة السلطة المحلية برموز الثقافة والإبداع، قام محافظ محافظة شبوة، رئيس المجلس المحلي، عوض محمد بن الوزير، صباح اليوم الخميس، بزيارة إنسانية إلى منزل الشاعر الشعبي الكبير صالح بن خميس الحداد في مديرية نصاب، وذلك للاطمئنان على صحته إثر وعكة صحية ألمّت به وألزمته الفراش، بعد مسيرة شعرية طويلة حافلة بالعطاء والوفاء والانتماء لهوية الأرض والإنسان.
وتأتي هذه الزيارة في سياق النهج الذي تتبعه قيادة السلطة المحلية بالمحافظة في تعزيز قيم الوفاء والتكريم للمبدعين الذين أسهموا في ترسيخ الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع الشبواني والوطني عمومًا.
وخلال الزيارة، عبّر المحافظ بن الوزير، عن بالغ سعادته بلقاء هذه القامة الشعرية التي حملت هموم الناس في قصائدها، وتغنّت بأوجاعهم وأحلامهم، حتى غدا صوت الشاعر الحداد صوت البسطاء ولسانهم، وذاكرة الأرض الممتدة من جبال شبوة إلى سهولها وسواحلها، مشيرًا إلى أن الحداد لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان شاهدًا على مراحل من التاريخ الشعبي، وناقلًا صادقًا لمشاعر الناس وتطلعاتهم.
وأكد المحافظ بن الوزير، أن الشاعر الحداد يحتل مكانة رفيعة في الوجدان الشبواني والوطني، وأن الوفاء لرموز الثقافة والإبداع هو واجب وطني وأخلاقي لا يمكن التفريط فيه، مضيفًا أن من كتب للتاريخ بمداد الروح والشعر العذب، يستحق أن يُكتب له التقدير في صفحات القلوب.
من جانبه، عبّر الشاعر صالح بن خميس الحداد، عن مشاعره الفياضة المتأثرة بهذه الزيارة الكريمة، موجّهًا شكره العميق للمحافظ بن الوزير على حضوره ومبادرته النبيلة، مشيدًا بهذا الموقف الذي يعكس أصالة القيادة وصدق الانتماء، ويجسد العلاقة الوثيقة بين السلطة المحلية والمجتمع الثقافي في المحافظة.
هذا ويُعد الشاعر الحداد أحد أبرز أعمدة الشعر الشعبي في محافظة شبوة والوطن عمومًا، حيث خلّدت قصائده صورًا من الكفاح والحكمة والانتماء، ورسّخت إرثًا شعبيًا جميلًا تتوارثه الأجيال، وظل صوته حاضرًا في وجدان الناس، حاملاً قضاياهم ومعبّرًا عن آمالهم وآلامهم بلغة الشعر الصادق النابع من عمق الأرض والإنسان، ليبقى الحداد رمزًا شعبيًا خالدًا في الذاكرة الثقافية الوطنية.
